علي الزعابي (أبوظبي) , عماد النمر (الشارقة)
محسن صالح يكتب عن النهائي
خاض منتخب اليابان نهائي كأس آسيا، مساء أمس، معتمداً على الفارق الفني والبدني والتكتيكي الكبير بينه وبين منافسه، وهو ما جعل «الثقة الزائدة» سمة أداء لاعبيه منذ البداية، والاطمئنان على قدرتهم لحسم نتيجة اللقاء لمصلحتهم، والفوز باللقب الخامس في تاريخ «الساموراي» من خلال نسخة «الإمارات 2019»، والدقائق الأولى من اللقاء جسدت هذا الفكر في عقل «الساموراي»، إلا أن المنافس نجح في إحراز هدفه الأول الذي كان تأثيره المعنوي كبيراً للغاية على مستوى أداء المنتخبين، إيجابياً على المنافس، وسلبياً على «الأزرق».
وعلى مدار معظم أحداث اللقاء، فشل اليابان في فك «شيفرة» دفاع منافسه الذي تراجع إلى الدفاع معظم الوقت، والاعتماد على الهجمات المرتدة، خاصة في ظل بطء تحضير واضح من دفاع اليابان، ومعهم لاعبو الوسط، ما جعل رقابة مفاتيح اللعب والمهاجمين أمراً واضحاً للعيان، خلال معظم مجريات المباراة، حتى عندما اضطر لاعبو «الساموراي» إلى الاعتماد على الكرات الطولية الأمامية للتغلب على عدم نقل الكرة بسهولة إلى الثلث من الملعب، لم تكن الالتحامات في مصلحتهم.
وعاب الجهاز الفني لليابان، بقيادة هاجيمي مورياسو، عدم إعداد لاعبيه لتقبل «سيناريو» التأخر بهدف قبل المباراة، حيث وضح التأثير المعنوي الكبير لتأخرهم بهدف مباغت لم يتوقعه «الأزرق»، وهو ما انعكس على هبوط الروح المعنوية والتسرع وعدم التركيز، ما أسهم في فقدان الكرة بسهولة، وفي وقت قصير، وحرمه من صنع فرص هجومية عديدة على مرمى المنافس.
ولم يكتف منتخب اليابان بهذا العدد الكبير من الأخطاء الفنية والتكتيكية وغياب التركيز، لكن أيضاً واصل مدافعوه ارتكاب المزيد من الأخطاء البسيطة التي لا تحدث في نهائي بطولة، ما تسبب في استقبال الهدف الثاني الذي أصاب اللاعبين بمزيد من الارتباك وهبوط الروح المعنوية.
ورغم السيطرة على الكرة، واللعب في الشوط الثاني تجاه مرمى المنافس، لكن من دون خطورة حقيقية، باستثناء الهدف الذي سجله مينامينو، وانسياق اللاعبين إلى أسلوب اللعب الأسهل بالنسبة لهم، بالاعتماد على الكرات العالية التي لم يكن الاستحواذ عليها في مصلحتهم، واستمرت حالة عدم الحذر الدفاعي، ما سهل من مهمة المنافس في الحصول على ركلة جزاء نجح من خلالها في إحراز الهدف الثالث الذي أنهى المباراة معنوياً، حيث لم يكن الوقت المتبقي يسمح لليابان بالتعويض.
مورياسو: هدفان ضريبة «تراخي البداية»
هنأ الياباني مورياسو، المدير الفني لليابان، لاعبيه على الأداء في النهائي، معترفاً بأن الحظ لم يحالفهم في ترجمة الفرص التي أتيحت لهم طوال المباراة، وأكد أن التراخي والتردد في بداية الشوط الأول، كلفهم استقبال هدفين، ما أثر على النتيجة الإجمالية، وقال: كان هدفنا من الحضور إلى الإمارات من أجل التتويج باللقب، وعودة جماهيرنا فرحين بالانتصار، لكننا لم نوفق في ذلك، دخلنا الشوط الأول بتوتر غير مبرر، وأضعنا بعض الكرات في منتصف الملعب، كما أن طريقة تسجيل المنافس مفاجئة، وبعد تلقي الهدف الثاني، أصبح الأداء أكثر جدية من جانب اللاعبين، ولكن بعد فوات الأوان، وأعتقد أننا قدمنا مستوى جيداً في الشوط الثاني، وكنا أقرب لإحراز الأهداف في أكثر من مناسبة، قبل تسجيلنا الهدف الأول، واستقبال هدفين في الشوط الأول، ليس أمراً سهلاً، وهذا يؤثر على أداء اللاعبين والحالة النفسية أيضاً، حتى لو كان بعضهم يملك الخبرات.
وأضاف: فخور بما قدمه اللاعبون طوال البطولة، خضنا 7 مباريات بصورة مثالية، المنتخب يحتاج إلى النضج بشكل أفضل، وقدمنا قائمة جيدة من اللاعبين أصحاب الخبرة، مدعومة بوجوه شابة، وأعتقد أننا بالعمل المستمر على المجموعة الحالية نستفيد أكثر، ونكمل مسيرة البناء، والمباراة درس كبير لنا، ونقيم عملنا في المستقبل، بكل تأكيد سنضم عناصر جديدة ونقوم بتجربة آخرين، وعليهم إثبات قدراتهم، لأنه لا يوجد أحد يضمن مكانه في المنتخب، وأعتقد أن الجميع سيقدمون كل ما لديهم.
وعما إذا كان اليابان شعر بالإرهاق، لخوض 7 مباريات للمرة الأولى، قال: اللاعبون لديهم خبرات طويلة، ويشاركون في بطولات أوروبية كبيرة، وخوض هذا العدد من المباريات طبيعي، وينطبق على جميع المنتخبات، وهذه ليست أعذاراً، وأتمنى ألا تؤثر النتيجة على الصغار، ويجب عليهم إظهار الرغبة لتقديم الأفضل لمنتخب بلادهم، والخسارة في بطولة ليست نهاية المطاف.
إبراهيم المهيري: ركلة جزاء غير صحيحة أثرت على النتيجة
أكد إبراهيم المهيري الخبير التحكيمي، أن قرار الأوزبكي رافشان إيرماتوف باحتساب ركلة جزاء لقطر في الدقيقة 81، غير صحيح، حيث إن الكرة ذهبت إلى يد مدافع اليابان، ووضع اليد والمسافة بينها وبين الرأس طبيعي، وبالتالي لا توجد ركلة جزاء، وكذلك قرار تدخل تقنية الفيديو لم يكن صحيحاً أيضاً، ويعتبر القرار مؤثراً على سير ونتيجة المباراة، وعموماً أدى الحكم المباراة بصورة جيدة، وأوضح أن رافشان أشهر 5 بطاقات صفراء منها ثلاث بطاقات غير صحيحة، وأشار إلى أن الهدف الوحيد لليابان حالة دقيقة نجح المساعد الثاني في احتسابها.